عرف موقع "www.mayoclinic.com" الحساسية ضد الأدوية بأنها رد فعل غير طبيعي يقوم به الجهاز المناعي ضد دواء معين، سواء أكان هذا الدواء يباع من دون وصفة طبية أو لا يباع من دونها أو كان عشبيا. ويذكر أن جميع الأدوية قادرة على إحداث حساسية، غير أن هناك بعض الأدوية التي تعد أكثر ميلا من غيرها لإحداثها.
وتجدر الإشارة إلى أن الحساسية ضد الأدوية تختلف عن الآثار الجانبية لها. كما أنها تختلف أيضا عن سمية الدواء الناجمة عن أخذ جرعة زائدة منه.
الأعراض
غالبا ما تظهر علامات وأعراض الحساسية ضد الأدوية في غضون ساعة بعد الحصول عليها، غير أنها، في بعض الحالات، تحدث بعد ساعات أو أيام أو حتى أسابيع. وتتضمن هذه الأعراض ما يلي:
- الطفح الجلدي.
- الحكة.
- ارتفاع درجات الحرارة.
- التورم.
- ضيق التنفس.
- صفير التنفس.
- سيلان الأنف.
- الحكة والدمع في العيون.
وفي بعض الأحيان، قد يحدث ما يسمى بفرط الحساسية أو التأق anaphylaxis، والذي يعرف بأنه حالة نادرة تهدد الحياة؛ إذ إنه يسبب اختلالا وظيفيا واسع النطاق لأجهزة الجسم. وتتضمن أعراضه ما يلي:
- التضيق في المجرى التنفسي والحلق، ما يسبب صعوبة في التنفس.
- المغص البطني والغثيان والتقيؤ.
- الإسهال.
- الضعف والتسارع في النبض.
- هبوط ضغط الدم.
- فقدان الوعي.
ومن الجدير بالذكر أن هناك حالات تعد أقل شيوعا قد تحدث بعد أيام أو أسابيع من التعرض للدواء ويمكن أن تستمر لبعض الوقت بعد التوقف عن الحصول عليه. وتشمل هذه الحالات ما يلي:
- داء المصل: وهي حالة تسبب ارتفاعا في درجات الحرارة وآلام المفاصل والطفح الجلدي والغثيان، علاوة على أعراض أخرى.
- فقر الدم الناجم عن الأدوية: وهي حالة تسبب انخفاضا في عدد كريات الدم الحمراء، ما يؤدي إلى الشعور بالتعب وعدم انتظام ضربات القلب وضيق التنفس، علاوة على أعراض أخرى.
- الالتهاب الكلوي: وهي حالة تسبب ارتفاعا في درجات الحرارة ووجود دم في البول وانتفاخا عاما، علاوة على أعراض أخرى.
الأدوية الأكثر ميلا لإحداث الحساسية
رغم أن أي دواء يمكن أن يسبب الحساسية، إلا أن هناك بعض الأدوية التي تعد أكثر ميلا من غيرها للتسبب بها. وتشمل هذه الأدوية ما يلي:
- المضادات الحيوية، منها البنسلين.
- الأدوية الكيماوية التي تعالج السرطان.
- أدوية المناعة الذاتية، منها الأدوية التي تعالج التهاب المفاصل الرثواني (الروماتويدي).
- الأسبيرين وغيره من مضادات الالتهاب اللاستيرويدية.
- الكريمات الستيرويدية.
- عشبة الأرجوان (الإكينيسيا).
العلاج
يمكن تقسيم التدخلات الطبية التي تجرى لمصابي الحساسية إلى قسمين، وهما:
- علاج أعراض الحساسية الحالية.
- العلاج الذي قد يمكن المصاب من أخذ الأدوية المسببة للحساسية لديه إن كان من الضروري طبيا.
فلعلاج أعراض الحساسية الحالية، عادة ما تستخدم الخطوات الآتية:
- إيقاف الدواء: فإن وجد أو رجح الطبيب وجود حساسية لدى المصاب، فإن التوقف عن استخدامه هو الخطوة الأولى للعلاج. وفي كثير من الحالات، قد يكون هذا التدخل هو الوحيد الضروري.
- استخدام الأدوية المضادة للهيستامين: فقد يقوم الطبيب بإعطاء أحد هذه الأدوية للمصاب كونها تحصر المواد الكيماوية للجهاز المناعي التي يتم تفعيلها خلال رد الفعل التحسسي.
- استخدام الستيرويدات القشرية: فقد يقوم الطبيب بإعطاء أحد هذه الأدوية للمصاب إما حقنا أو عبر الفم، وذلك لعلاج الأعراض الالتهابية الناجمة عن الحالات الشديدة.
أما حالات فرط الحساسية، فهي تحتاج لحقنة إبينفرين فورية وإدخال للمستشفى لرعاية ضغط الدم ودعم التنفس.
فإن كانت لدى الشخص حساسية مؤكدة ضد أحد الأدوية، فيجب عليه عدم استخدام الدواء مرة أخرى إلا إن كان ذلك ضروريا. وذلك، على سبيل المثال، إن كان تشخيص الحساسية غير مؤكد أو ليس هناك علاج بديل. فعندها قد يقوم الطبيب باستخدام واحدة من طريقتين.
وتجرى الطريقة الأولى، والتي تعرف بـ"التحدي التدريجي"، إن كان تشخيص الحساسية غير مؤكد، بل وكان الطبيب يعتقد بأن احتماليته ضئيلة. فعندها قد يقوم الطبيب بإعطاء المصاب 4-5 جرعات من الدواء، بدءا من جرعة صغيرة، ومن ثم زيادتها تدريجيا حتى الوصول إلى الجرعة المطلوبة. فإن وصلت الجرعة إلى تلك المطلوبة من دون حدوث أي رد فعل تحسسي، فعندها سيستنتج الطبيب أنه لا توجد حساسية من الدواء لدى ذلك الشخص وأن بإمكانه استخدامه بشكل طبيعي.
أما إن كان من الضروري بالنسبة للمصاب أخذ الدواء الذي يسبب الحساسية، فقد يستخدم الطبيب علاجا يعرف بـ"إزالة الحساسية". فمع هذا العلاج، يتلقى المصاب جرعة صغيرة جدا، ومن ثم يزيد حجم الجرعات تدريجيا كل 15 إلى 30 دقيقة على مدى ساعات أو أيام عدة. فإن تمكن الشخص من الوصول للجرعة المطلوبة من دون حدوث أي رد فعل، فعندها يمكنه الاستمرار في العلاج.
ومع كلتا الطريقتين، يجب أن يقوم الطبيب بالإشراف الدقيق على الحالة. كما ويجب أن تكون خدمات الرعاية الداعمة متاحة لعلاج أي رد فعل سلبي. ومن الجدير بالذكر أنه نادرا ما تستخدم هذه التدخلات إن كانت الأدوية قد تسببت بردود أفعال حادة أو مفرطة في السابق.